لأنك أسيرة الكلمة والقلم ، ولأنك أسيرة حريتك التي نشعر بها وبالكاد نطالها ، ستخرجين من تحت الركام يوما ، وستشاهدين الذلّ المرابط في وجوهنا ، كما ستجدين صورتك في مكانها .. حيث قلوب الأحرار الذين ينتظرون عودة الإنسانية إلى من ساقوك إلى زنزانة الحرية والشرف لعلهم يدركون أنك حيّة وأنهم ميتون .
الشاعر محمد خضير
طل دوسر الملوحي (ولدت في حمص في 4 نوفمبر 1991هي مدونة
سورية وطالبة بإحدى مدارس حمص الثانوية، اعتقلها جهاز أمن الدولة السوري في 27 ديسمبر 2009 على خلفية نشرها بعض المواد ذات الخلفية السياسية على مدونتها، وانقطع الاتصال بها، كما تعذرت زيارة أهلها لها أو معرفة مكان احتجازها منذ ذلك التاريخ
حسب تقارير صادرة عن مؤسسات حقوقية سورية، فإن جهاز أمن الدولة السوري استدعى الملوحي في ديسمبر 2009 للتحقيق معها حول مقال كانت قد نشرته في مدونتها، وبعد أيام حضر إلى منزلها عدد من عناصر الجهاز المذكور وصادروا جهاز الحاسوب الخاص بها وكل ما يتعلق بذلك ومنذ ذلك التاريخ لم تعد الملوحي إلى ذويها وحرمت من المشاركة في امتحانات الشهادة الثانوية (البكالوريا) ولا يُعرف مكانها على وجه التحديد على الرغم من مراجعة أهلها للجهاز المذكور عدة مرات
وفي سبتمبر 2010 ناشدت والدة المدونة المحتجزة ـ في رسالة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان ـ الرئيس السوري بشار الأسد التدخل للإفراج عن ابنتها المعتقلة، مؤكدة عدم صلة ابنتها "بأي تنظيم سوري معارض أو غير معارض" وأن ابنتها "لا تفقه شيئاً في السياسة"، كما أن جدها محمد ضيا الملوحي كان أحد رجال نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، إذ شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في عهده . وكانت والدة طل الملوحي قد تلقت وعداً من "إحدى الجهات الأمنية" بأن ابنتها سوف يفرج عنها قبل شهر رمضان ولكن الشهر انتهى دون أن يتحقق هذا الوعد.وانتشرت بعد أيام من نشر هذه الرسالة شائعات عن مصرع طل تحت وطأة التعذيب، وهو ما نفاه ناشطون سوريون وقتها.
الاحتجاج على اعتقال الملوحي
أثار اعتقال الطالبة العديد من الانتقادات في المدونات العربية، التي نشرت هجوماً على ما تعتبره قمعاً عشوائياً في سوريا. ولكن لم يصدر أي تعقيب على هذه الانتقادات من جانب الحكومة السورية (التي تحظر المعارضة السياسية وتفرض قانون الطوارئ منذ تولي حزب البعث السلطة سنة 1963) والتي لا تعلق في العادة على الاعتقالات السياسية.
أطلق نشطاء مصريون في 12 سبتمبر 2010 دعوة لتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة السورية بالقاهرة يوم 19 سبتمبر 2010 تضامناً مع المدونة السورية المعتقلة ولمطالبة السلطات السورية بالكشف عن مصيرها وإطلاق سراحها.كما دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى "وضع حد فوري لهذا الاحتجاز التعسفي" و"إخضاع هذه المدوّنة لمحاكمة شفافة إذا ما ارتكبت جنحة فعلاً أو الإفراج عنها فوراً".
اعتقالات سابقة لمدونين سوريين
ولا تعد حالة الملوحي هي الأولى من نوعها، إذ ألقي القبض على العديد من السوريين الذين اتجهوا إلى التدوين للتعبير عن آرائهم، وحكم على بعضهم بالسجن لمدد طويلة، مما دفع بعض المدونين السوريين إلى الكتابة تحت أسماء مستعارة. وقد ذكر تقرير أصدرته "مراسلون بلا حدود" أن عدداً لا يقل عن أربعة ناشطي إنترنت سوريين كانوا خلف القضبان سنة 2009، مما جعل التقرير يصنف سوريا ضمن أكثر 12 دولة "معادية للإنترنت" .كما حظرت السلطات السورية ما يقدر بمائتي موقع على الإنترنت من بينها موقع فيس بوك وموقع بلوغ سبوت وموقع يوتيوب، غير أن بعض المستخدمين السوريين وجدوا سبلاً للالتفاف حول ذلك الحظر.
مدونات طل الملوحي
كانت طل الملوحي تنشر كتاباتها في ثلاث مدونات، إحداها ـ وهي مدونتها الرئيسة ـ تسمى "مدونتي"، ويرجح أن اعتقالها يرجع إلى مقال أو مقالات نشرت في هذه المدونة تحديداً، فالمدونة تضم قصائد ومقالات تؤيد القضية الفلسطينية وتنتقد الاتحاد من أجل المتوسط وهي مبادرة دبلوماسية فرنسية تجمع دولاً عربية وأوروبية بالاضافة الى إسرائيل، إلى جانب صورة لغاندي مكتوباً فوقها "ستبقى مثلاً" وصور الشيخ رائد صلاح وأبناء محمود الزهار "الشهداء" وصور تيسير علوني وأردوغان، مع عبارة شكراً فنزويلا وصورة لجورج بوش على هيئة هتلر، وصورة في خلفيتها "لا للتعذيب". وقد نشرت طل آخر تدوينة في هذه المدونة بتاريخ 6 سبتمبر 2009، وكانت قصيدة بعنوان "القدس، سيدة المدائن".